*تدني و فساد النظام التعليمي و التربوي:-
أن تفشي الأمية في بلادنا يعد أحد عوامل استمرار تجذر الذهنية غي العملية التي تسيرها الخرافة و برغم انتشار التعليم في العالم النامي ووصول عدد كبير من الشرائح و الطبقات المختلفة الي درجات متقدمة في التعليم فان هناك شعورا بأن الخرافة و التفكير الغيبي مازالا يرقدون في أعماق الانسان العربي الحائز علي أعلي الدرجات العلمية بل وتؤثران علي ممارسته الحياته اليومية و نظرية للأمور المصيرية .
ويبدو أن جزءا كبيرا من المشكلة يرتبط بالبعد التربوي للانسان العربي الذي يتعرض منذ بداية طفولته لتأثير الأم الجاهلة و التي تتأثر من خلال وضعيتها المقهورة بكافة أنماط التفكير الخرافي وتتسلط عليها معتقدات خارقة مثل تأثير الجن و الشياطين و السحرة في تسيير شئون حياتها و حياة من يشاركونها الوجود .
بينما المناخ الخرافي و الخرافي وما يرتبط به من ممارسات غير علمية وغيبية معه الطفل الي المدرسة وتزداد المشكلة لأن المدرسة ببرامجها العتيقة التقليدية لا تستطيع أن تقتلع هذه الأفكار و الممارسات من أدمغة الأطفال بل غالبا ما تؤكدها وترسخها و في أحسن الحالات تمتزج المعلومات الملقبة بالأفكار الخرافية و الأسطورية .
ان المنهج التلقيني في التعليم ليس له سوي نتيجة واحدة هي:
تنمية الذاكرة علي حين تبقي ملكة الخيال عاجزة ومعطلة وهذا الأمر من شأنه أن يشكل ذهنية غير مبدعة تميل الي السهل من الأفكار و الي الابداع و تعتمد علي التقليد والتقليد هو أحد العوائق الأساسية التي تقف حائلا بدون امكان تحرر العقل فالارتكان الي التلقيد هو الا ضرب من ضروب الكسل العقلي و المضاد لكل من المعرفة و العلم .
التحميل