معوقات التفكير العلمي 4

 

سيطرة العقلية القمعية:-

برغم أن المجتمعات العربية قد خطت خطوات واسعة تجاه التحديث بالمعني التقني الا انها لم تبلغ الحداثة بمعناها الثقافي والابداعي الا النذر القليل وأعني بذلك أن الحداثة لم تطل سوي المظاهر الخارجية للمجتمعات العربية ولكنها لم تستطع أن تصل الي تحديث الانسان نفسه خاصة تحديث عقله فمازالت قيم المجتمع الزراعي الرعوي هي التي تحكم أساليب تفكير البشر في المدن وبالتالي مازالت توجه تصرفاتهم وتحدد اختباراتهم ومواقفهم وشرطهم الانساني بشكل عام .

وبعبارة أخري البنية التاريخية للحداثة لم تستطع أن تحجب البنية القبلية السحرية الأسطورية التي مازالت ترقد بأعماق الانسان العربي خاصة لدي طبقة البورجوازية الصغيرة .

أما هذه الثقافة التي تعاني تناقضا مرا بين التقدم التكنولوجي وبين تدني طرائق ومناهج التفكير تؤدي في نهاية المطاف الي هيمنة نوع معين من التفكير يمكن لنا أن نسميه التفكير القمعي و هذا النوع من التفكير علي نفي امكانية وجود النقص مثلما يقول علي نفي الحق في الاختلاف والحق في الخطأ و الحق في الاكتشاف أو النقد أو التطور و الحق في عدم القدرة علي الانسجام أو التكيف .

ويتسم التفكير القمعي بعداوته للتفكير العلمي وانجذابه للا عقلي الأسطوري وهي سمة تميز التفكير في المجتمعات قبل الصناعية أي المجتمعات ذلت الثقافة الزراعية .

أخيرا أن العقل القمعي يتأسس من خلال منطق الثنائيات المتقابلة أو من خلال مبدأ فالأشياء اما أبيض أو أسود و الحقائق اما حق أو باطل و الفضائل اما خير أو شر . ان الاختزال للانسان و العالم و الأشياء و الأفكار وفق منطق اما – أو يتنافي تماما مع طبيعة العلم و يؤسس لفكر قمعي أو مستبد يرغم امتلاك الحقيقة .

التحميل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *