لا يمكن أن تنشأ الدولة بدون جماعة بشرية اي مجموعة من الأفراد و لكي تستطيع تلك المجموعة أن تتعايش معا يجب ان تتوافر عندهم الرغبة في ذلك و تلك الرغبة تاتي من عوامل مختلفة كالتجاوز و التشابة في التقاليد و الإشتراك غي الأماني و وحدة الأصل و الدين و اللغة و إن كان لا يشترط بالضرورة توافر هذه العوامل جملة
و يجب ألا نقع في خلط بين الشعب و الأمة فالأمة هي مجموعة من الأفراد تربطهم رابطة طبيعية معنوية مثل وحدة الأصل أو اللغة أو الدين و تجمعهم عادات و تقاليد متشابهة أما الشعب فليس من اللازم أن تتوافر فيه تلك الوحدة الطبيعية لكي يصبح العنصر المكون للدولة فليست كل أمة دزلة و ليست كل دولة أمة و لا يشترط في مجموعة الأفراد عدد معين
الإقليم المحدد هو الركن الثاني من الأركان اللازمة لقيام الدولة و يتمثل الإقليم في رقعة جغرافية معينة يطلق عليها اسم الوطن يعيش عليها أفراد هذا الشعب بصفة دائمة و مستقرة
و ليس من الضروري أن يكون الإقليم قطعة واحدة و يكون لإقليم كل دولة حدود تفصله عن إقليم الدولة المجاورة له و لهذه الحدود أهلية إذ تحدد امتداد سيادة الدولة صاحبة الإقليم و قد تكون هذه الحدود طبيعية و هي التي أنشأتها الطبيعة كالجبال أو الأنهار أو البحار
يقتضي وجود الدولة إلي جانب الشعب و الإقليم أن تكون هناك هيئة حاكمة منظمة تتولي الإشراف علي الشعب و تنظم العلاقات بين أفراده و تقوم بإدارة الإقليم و استغلال موارده و تنظيم هذا الاستغلال لمصلحة المواطنين و تتولي حماية الشعب من كل عدوان خارجي