ليس التاريخ سردا محايدا للأحداث بل هو تاريخ الأحداث و الأفكار و الأشخاص في نطاق وحدة جدلية متفاعلة و من ثم فان تاريخ العلم أو تاريخ الفكر عام هو تاريخ ايمان البشر بتلك الأفكار والمعتقدات وصراعهم حولها الصانعين لذلك أحداثا و تناولها لبمؤرخ و الوصف والتحليل و التفسير
و لكي نلم الماما كافيا بتاريخ العلم علينا أن نتعرف أولا علي أكثر عناصره حظا من الثورية و الجمود و لكن تري ما هي أشد العناصر ثروة في تاريخ العلم ؟
اعتقد “سوليفان” أن تراكم الوقائع العلمية التي لا تتفق مع التقاليد السائدة هو الذي يحدث الثورة فتظهر نظرة علمية جديدة و يري “جورج سارتون” أن المنهج و الأسلوب هو متاح تطور العلم لان الاخفاق في كشف القدماء للمنهج التجريبي هو الذي أدي بالعلم الي الجمود و عندما عثر علي المفتاح السحري للبحث العلمي و هو يعني لدي سارتون المنهج التجريبي توالت الكشوف العلمية واحدا تلو الاخر
أما “توماس كون” في كتابه بنيه الثورات التعليمية فيري أن التاريخ الحقيقي العلمي هو تاريخ الثورات التعليمية لأنه ليس مجرد سلسلة متتابعة الحلقات تمضي علي خط مستقيم متصل تتراكم عيه المعارف و الخبرات
ان تاريخ العلم يؤكد أنه ظاهرة قديمة و حديثة في وقت واحد فهو قديم اذا نظرنا اليه بأوسع و أشمل معانيه أي يوصفه كل محاولة يبذلها العقل البشري لفهم نفسه و العالم المحيط به و لكن هذا المعني الشامل المتسع أخذ يزداد دقة و تحديدا علي مر العصور حتي وصل الي صورته الحديثة و الراهنة بوصفه نشاطا متخصصا يستند الي منهج محدد ويصل الي نتائج بالغة الدقة و التحديد و بشكل عام يصعب تحديد النقطة الفاصلة التي يبدأ منها تاريخ العلم بلأن العلم فاعلية انسانية متطورة و لم تولد متكاملا و قد مر بمراحل متعسرة و مرهقة حتي وصل الي الشكل الراهن فتطور العلم بتناغم مع تطور العقل البشي بوصفه أرقي انتاجات هذا العقل.
التحميل