البحث العلمي

في عصور القوة، لا بقاء إلا للأقوى، ولا بقاء لمن لا يمتلك أدوات البقاء، ومن يتراجع يتقادم ويهوي أدراج الزمان في صفحات التاريخ المطوية والمهملة والمنسية. في عصر المعرفة والتكنولوجيا الذي فاق عصور التاريخ المعروف لدينا، أصبح العلم وسيلة البقاء والتحصن للاستمرار في هذه الحياة. في عصر باتت فيه البشرية تُحصى بالمليارات، وعلى نفس الأرض التي وُجد التاريخ ونشأ عليها منذ كانت البشرية تُعد على أصابع اليد الواحدة، صار البحث العلمي مطلبًا للتمكن من النجاة والحصول على مستلزمات الحياة، اذ كيف كانت المليارات من البشر لتجد طعامها بدون أساليب الزراعة الحديثة المبنية على البحث العلمي وأبحاث الهندسة الوراثية، وكيف كانت البشرية لتجد ما يستر اجسادها ويقيها حر الشمس وزمهرير الشتاء، لولا الاستحداث في صناعات المنسوجات القائمة على أحدث طُرز البحث العلمي. من يمتلك آليات البحث العلمي هو من يستطيع إدارة دفة الأحداث بالعالم كله كما يشاء ويرغب، ومن لا يمتلك من أدواته شيئًا او لا يملك الا القليل، فلا مكان له بين الأقوياء وصنّاع القرار وقادة العالم.
إن الأهمية الحقيقية للبحث العلمي تكمن في مساعدتنا على حل مشكلاتنا المختلفة بطريقة إبداعية، وفي شتى شئون ومجالات الحياة. والله تعالى قدر رفع شان المتعلمين والعلماء وبين سبحانه وتعالى انه لا يستوي من يعلم ومن لا يعلم. إذ كيف يتساوى الجهل مع التقدم، وكيف يتساوى الابداع مع الاضمحلال والتراجع؟ وقد اتضح حاليا للأذهان جميعها أهمية الربط بين مستوى التقدم العلمي وبين مستوى تقدم الدولة نفسها، ولا ينكر عاقل منا ان الدول العظمى والدول المتقدمة في عالم اليوم، هي دول متسلحة بالعلم والإنتاج، وان غالبية الدول الفقيرة والضعيفة، هي دول قد تخلت عن تطوير البحث العلمي والاهتمام به بين الناس. وقد تنوعت تعريفات البحث العلمي بما يحدث به التكامل في المعنى، حيث يُعرف البحث العلمي بانه استقصاءٌ دقيقٌ يهدف إلى اكتشاف حقائقَ وقواعدَ عامَّة يمكن التحقُّق منها مستقبلاً، كما أنه استقصاء للوصول الى المعرفة والحقيقة والتي يمكن التحقق من صحتها عن طريق أساليب القياس المتنوعة.
التحميل

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *