كثيرا ما نستخدم في حياتنا اليومية كلمة العلم دون أن نهتم بتحديد مفهومها و عادة ما نصف تفكيرنا انه علمي أو نزعم أن معتقداتنا علمية و كثيرا ما نتوهم أننا أسمي بكثير من أسلافنا لأننا نمتلك لك الحقيقة الدقيقة الحاسمة التي يزودنا بها العلم علي حين أن أسلافنا كانوا بعيدا للأوهام و الخرافات و الأساطير و علي هذا النحو فاننا نصف النظريات الحديثة في الفيزياء أو علم الأحياء أو الرياضيات بأنها علمية
بينما نرفض اطلاق هذه التسمية علي النظريات القديمة التي كانت سائدة في مضمار الدراسات الطبيعية و الفلكية أو البيولوجية و عادة ما يستعين أهل الصناعة وأصحاب المشاريع التجارية بكلمة العلم في الاعلان عن منتجاتهم فنراهم يتحدثون عن الأساليب العلمية في تنظيف الملابس أو قص الشعراو حتي قراءة الكف و لا شك
أن أمثال هذا النوع من الدعايات انها تهدف من وراء كلمة العلم التي اقناع الناس بمدي فاعلية و جودة المنتجات التي تعلن عنها بوصفها ثمرة لجهد علمي أكيد و اختبارات علمية و علي الرغم من هذا الغموض الكبير الذي يحيط بكلمة العلم فان المؤكد أن هذه الكلمة تشير الي أيه طريقة منظمة في البحث او الي أيه منتجات صناعية فعالة تترتب علي مثل هذا الأسلوب العقلي في البحث
و الواقع أن هذا التعريف مازال يتسم بالكثير من العمومية و المزيد من التبسيط و اذ ينبغي علينا ألا نخلط بين العلم و المعرفة فالمعرفة أوسع مجالا من العلم و قد تشمل فاعليات أخري غير العلم كالفن و الفلسفة و الدين و تشمل وسا~ل متنوعة كالحدس و المشاعر و غيرها من سبل المعرفة التي عاشت بها الانسانية زمنا طويلا قبل أن تأخذ العلم وبطرقه الصارمة الواضحة كذلك ينبغي أن نفرق بين الطريقة العلمية في اكتساب المعرفة و ما نسميه الحس العادي فالحس العادي
الذي يميز نظرة الناس العاديين في الحياة اليومية لا يتقبل مثلا فكرة أن الأرض كروية أو أنها تدور حول الشمس أو أن الأشياء الثقيلة تسقط الي الأرض بسرعة تعادل الأشياء الخفيفة .
التحميل